الرِّضى بحكمه.
فالتسليمُ أخَصُّ من انتفاءِ الحَرَجِ. فالحَرَجُ مانعٌ، والتسليمُ أمرٌ وجوديٌّ، ولا يلزم من انتفاءِ الحَرَجِ حصولُه بمجرَّدِ انتفائه، إذ قد ينتفي الحَرَجُ ويبقى "القلبُ" فارغًا منه، ومن الرِّضى والتسليمِ، فتأمَّلْهُ [ك/ ١٢٩]:
وعند هذا تعلَمُ أنَّ الرَّبَّ -تبارك وتعالى- أقسَمَ على انتفاء إيمان أكثر الخلق، وعند الامتحان تُعْلَمُ مثل هذه الأمور الثلاثة؛ هل هي (١) موجودةٌ في قلب أكثر من يدَّعي الإسلام أم لا؟
والله -سبحانه- المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم (٢)، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
آخِره؛ والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وآله وصحبه، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا دائمًا إلى يوم الدين.
* * *

(١) "هل هي" ساقط من (ح) و (م).
(٢) جاء ما بعده في (ح) و (م) هكذا: وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا الى يوم الدين، والحمد لله أوَّلًا وآخرًا كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، وكما ينبغي لكرم وجهه وعِزِّ جلاله.


Icon