قدْ صدَّني حلم الأكابر عن لَثْمي | شفةَ الفتاة الطفلة المغناج |
ماءُ الشبيبة زارعٌ في صَدْرِها | رُمَّانَتَي روضٍ كحقّ العاجِ |
وكأنها قد أدرجت في برقعٍ | يا ويلتاه بها شعاعُ سراجِ |
وكأنما شمسُ الأصيلِ مذابةً | تنسابُ فوقَ جبينها الوهاجِ |
ومحلُّ الشاهد منها قوله: ماءُ الشبيبة زارع... إلخ.
وكقول لبيد:وغَدَاةَ ريحٍ قد كشفتُ وقرّة | إذ أصبحت بيد الشمال زمامُها |
وقول الآخر:ويد الشمال عشية مذ أرعشتْ | دلَّت على ضعف النَّسيمِ بخطِّها |
كتبت سقيمًا في صحيفة جدول | فيه الغمامةُ صححته بنقطِهَا |
وقول الآخر:قَدْ جلسْنَا بروضةٍ غناء | نجتلي بيننا كؤوسَ الهناء |
روضة تحتَهَا الجداول تجري | تحت سوقِ الغصونِ كالرقطاءِ |
صقلتْها يدُ النسيمِ فلاحت | فيه أزهارُهَا كنجمِ سماءِ |
وبها الوردُ لاحَ مثل خدودٍ | كُسِيتْ باحمرارٍ صبغ الحياء |
فاليد في هذه الأبيات مستعارة لشيء متخيل للريح المعبر عنها في الأول، والثاني بالشمال، وفي الثالث تؤثر به يشبه اليد على سبيل الاستعارة التصريحية التخييلية؛ لأن التحقيق هو ما ذهب إليه التفتازاني وغيره من أن الاستعارة التخييلية لا تلازم المكنية ملازمة لا تنفك، وإنما ملازمتها لها أغلبية، وكثير من الأمثلة التي ذكرنا لا مكنية فيه مع التخييلية.