وقوله تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيتًا فَأَحْيَينَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ﴾ [الأنعام: ١٢٢]، يعني كمنْ هو في الظُّلمات.
وقوله تعالى: ﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ﴾ [سورة البقرة: ١٣٧] أي: بمَا آمنتم به على أظهرِ الأقوال. وتدلُّ لَهُ قراءةُ ابن عباس: "فإنْ آمَنوا بِمَا آمَنتُم بهِ" وتُروى هذه القراءةُ عَنِ ابنِ مسعودٍ أيضًا.
ويجابُ أيضًا بأنَّ أداةَ التَّشبيِه كُرِّرَتْ لتأكيدِ نَفْي المِثْلِيةِ المنفيَّةِ في الآية.
والعربُ ربَّما كرَّرتْ بعض الحروفِ لتأكيد المعنى، كتكرير أداة النَّفْي في الجمعِ بين "ما" و"أن" لتأكيد النَّفي كقول دُرَيدِ بنِ الصِّمَّة في الخنساء الشاعرة:
ما إن رأيتُ ولا سمعتُ به | كاليومِ طالي أينق جُرْبِ |
وقول قتيلة بنت الحارث في مقتل النَّضْرِ بنِ الحارثِ صبرًا يوم بدرٍ:
أَبْلغْ بِها ميِّتًا بأنَّ تحيةً | ما إنْ تزالُ بها النجائبُ تخفقُ |
وكالجمع بينَ "إن" و"ما" لتوكيد الشَّرطِ في قوله:
﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ﴾ [سورة الزخرف: ٤١]،
﴿فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ﴾ [سورة الأنفال: ٥٨]،
﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ﴾ [سورة الأنفال: ٥٧]. وكقولِ الشاعر:
زعَمَتْ تُماضرُ أنَّنِي إمَّا أمُتْ | يسدِّدُ ابينوها الأصاغر خلَّتي |
فإن قيل: هذه الزيادات لم تُغير الإعراب والكلام فيما غيره.
فالجواب: أن تغير الإعراب بزيادة كلمة لنكتة، أو نقصها