والتفسير المنقول إلينا إما أن يكون مجمعاً عليه أو لا.
فإن كان مجمعاً عليه؛ فلا حاجة إلى الترجيح، والإجماعات في التفسير كثيرة.
قال ابن قدامة: " ويجب على المجتهد في كل مسألة أن ينظر أول شيء للإجماع فإن وجده لم يحتج إلى النظر في سواه " (١).
أما إن كان التفسير مختلفاً فيه، فالاختلاف نوعان:
الأول: اختلاف تضاد:
مثل تفسير قوله تعالى: ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ﴾ (٢).
قيل: المجادلون هم المسلمون، وقيل الكفار (٣).
وفي مثل هذا النوع يعمل بقواعد الترجيح لبيان القول الصواب في الآية.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن الكريم قليلاً جداً، وهو وإن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة قليل بالنسبة إلى ما بعدهم، وكلما كان العصر أشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه أكثر " (٤).
_________
(١) روضة الناظر وجنة المناظر / ابن قدامة، ج ١، ص ٣٨٦.
(٢) سورة الأنفال، الآية (٦).
(٣) انظر النكت والعيون/ الماوردي، ج ٢، ص ٢٩٦.
(٤) مقدمة في أصول التفسير / ابن تيمية، ص ٢٨.


الصفحة التالية
Icon