وممن وافق قوله قول ابن عاشور فيمن سبقه من المفسرين ابن عطية، وأبو حيان، وابن كثير، والألوسي، والقاسمي، والشنقيطي (١).
في حين ذهب الطبري، والرازي، والقرطبي إلى أن الذبيح هو إسحاق عليه السلام (٢).
واحتمل الشوكاني كلا القولين ولم يرجح فقال بعد أن ذكرهما: " وكل هذا أيضاً يحتمل فانظر ماذا ترى؟ " (٣).
حجة من قال: إن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام:
ذكر ابن عطية بعض الأدلة على هذا القول، فقال: " ويستدل بأن بالبشارة اقترنت بأن من ورائه يعقوب، فلو قيل له في صباه: اذبحه، لناقض ذلك البشارة بيعقوب، ويستدل بظاهر هذه الآية أنه بشر بإسماعيل، وانقضى أمر ذبحه ثم بشر بإسحاق بعد ذلك " (٤).
كما ذكر الرازي أدلة أصحاب هذا القول بعدة وجوه:
الأول: " أن رسول الله - ﷺ - قال: " أنا ابن الذبيحين " وقال له أعرابي: «يا ابن
_________
(١) انظر المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٤، ص ٤٨٠، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ٧، ص ٣٥٦، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١٢، ص ٥٠، وروح المعاني / الألوسي، ج ١٢، ص ١٣٠. ، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ٨، ص ١٠٥، وأضواء البيان / الشنقيطي، ص ١٤٤٥.
(٢) انظر جامع البيان / الطبري، ج ٢٣، ص ١٠١، والتفسير الكبير / الرازي، ج ٩، ص ٣٤٧، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١٥، ص ١٠٠.
(٣) انظر فتح القدير / الشوكاني، ج ٤، ص ٤٠٤.
(٤) المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٤، ص ٤٨١.


الصفحة التالية
Icon