وأما القول الثاني بأن الله أحياهم حين أخذ عليهم الميثاق في ظهر آدم، ، ثم أماتهم بعد أخذ الميثاق عليهم، ثم أحياهم حين أخرجهم، ثم أماتهم عند انقضاء آجالهم، ثم أحياهم للبعث:
فقد ضعفه الطبري واستبعده، وذكر أنه خلاف الظاهر، لأن ابن زيد ذكر أنّ الله أحياهم ثلاثة إحياءات، وأماتهم ثلاث إماتات، والله جل ثناؤه أخبر في كتابه -عن الذين أخبر عنهم من خلقه- أنهم قالوا: ﴿أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ﴾ (١).
كما ضعفه ابن عطية، وابن جزي، وأبو حيان، وملخص قولهم أنه يترتب عليه أن يكون الإحياء ثلاث مرات وهو خلاف القرآن (٢)، وكذلك استبعده ابن كثير في تفسيره وذكر أنه قول غريب (٣).
_________
(١) انظر جامع البيان / الطبري، ج ١، ص ٢١٦.
(٢) انظر المحرر الوجيز/ ابن عطية، ج ٤، ص ٥٤٩، والتسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي، ج ٢، ص ٤٧٨، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ٧، ص ٤٣٥.
(٣) تفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١، ص ٣٣٢.
ونظائر هذه الأمثلة كثيرة جداً في تفسيره، منها:
١ - ما جاء في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (١٥) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ (الأنفال: ١٥ - ١٦). =


الصفحة التالية
Icon