معنى له، إن كان ذلك قصد (١).
وضعَّف النحاس قراءة حمزة بقوله: " وما علمت أحدا من أهل العربية بصريا ولا كوفيا إلا وهو يخطئ قراءة حمزة، فمنهم من يقول: هي لحن، لأنه لم يأت إلا بمفعول واحد ليحسبن.
وقال أيضاً: في هذه القراءة يكون " الذين كفروا " في موضع نصب.
قال: ويكون المعنى ولا يحسبن الكافر الذين كفروا معجزين في الأرض " (٢).
وقال الفراء: "هو ضعيف، وأجازه على ضعفه، على أنه يحذف المفعول الأول " (٣).
القول الراجح:
هو ما ذهب إليه ابن عاشور وغيره من المفسرين من الأخذ بكلا القراءتين، وذلك أن كلا القراءتين متواترتان ولا يمكن الطعن في أحد منهما.
وردّ الطبري وغيره من العلماء لهذه القراءة غير سديد، وذلك أن هذه القراءة قراءة متواترة، والقراءة المتواترة لا يجوز ردّها ولا ردّ معناها، وقد نعذر أهل العربية في تضعيفهم لهذه القراءة؛ لأنهم ليسوا من أهل الاختصاص في هذا العلم، أما الطبري وهو المفسر العالم بالقراءات قد نعجب كيف يغيب عنه مثل هذا الأمر ولكننا نلتمس له العذر كما تقدم من أن الطبري لم تكن هذه
_________
(١) جامع البيان / الطبري، ج ١٨، ص ١٩٢.
(٢) انظر إعراب القرآن / النحاس، ج ٣، ص ١٤٦.
(٣) معاني القرآن / الفراء، ج ٢، ص ٢٥٩.


الصفحة التالية
Icon