عاشور وقال:
" وقرأه ابن عامر وحمزة وحفص وأبو جعفر (ولا يحسبن) بالياء التحتية. وهي قراءة مشكلة لعدم وجود المفعول الأول لحسب فزعم أبو حاتم هذه القراءة لحنا، وهذا اجتراء منه على أولئك الأئمة وصحة روايتهم، واحتج لها أبو علي الفارسي بإضمار مفعول أول يدل عليه قوله: (إنهم لا يعجزون) أي لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم سبقوا واحتج لها الزجاج بتقدير (أن) قبل (سبقوا) فيكون المصدر سادا مسد المفعولين وقيل: حذف الفاعل لدلالة الفعل عليه والتقدير: ولا يحسبن حاسب" (١).
٥ - قراءة " بضنين ":
قال تعالى: ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ (٢).
اختلف القراء تعالى في قراءة (بضنين) بين الضاد والظاء (٣).
وقد ساق ابن عاشور هذا الخلاف في تفسيره فقال: " وقد اختلف القراء في قراءته، فقرأه نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وخلف وروَح عن يعقوب بالضاد الساقطة التي تخرج من حافة اللسان مما يلي الأضراس، وهي القراءة الموافقة لرسم المصحف.
_________
(١) التحرير والتنوير، ج ٦، ص ٥٤.
(٢) سورة التكوير، الآية (٢٤).
(٣) والقراءتان متواترتان، انظر القراءتين في السبعة / ابن مجاهد، ص ٦٧٣، والتيسير / الداني، ص ٢٢٠، والنشر في القراءات العشر/ ابن الجزري، ج ٢، ص ٢٩٨.


الصفحة التالية
Icon