القول الراجح
ليس هناك خلاف أصلاً بين المفسرين، فقول ابن عاشور وغيره من المفسرين بأن لكل آية معنى ذلك بناءً على أن لكل قراءة معناها الذي يميزها عن القراءة الأخرى ابتداءً.
ومن قال بأن معناهما متقارب، فذلك لأن كلاً منها متممة للأخرى، والأصل توافق القراءات في المعنى، فننشرها بمعنى نحييها، وننشزها بمعنى نكسوها لحما، والعظام لا تحيا عن الانفراد حتى ينضم بعضها إلى بعض.
٣ - قراءة " قد كذبوا":
قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ (١).
اختلف العلماء في معنى قوله تعالى: " قَدْ كُذِبُوا "، وهذا الخلاف ناتج عن تعدد القراءات فيها:
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: (كُذِّبُوا) مشددة الذال.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي (كُذِبُوا) خفيفة، وكلهم ضم الكاف (٢).
وعليه اختلف المفسرون في معناها، وذكر ابن عاشور في تفسيره موقف
_________
(١) سورة يوسف، الآية (١١٠).
(٢) وهاتان قراءتان متواترتان. انظر السبعة في القراءات / ابن مجاهد، ص ٣٥١، والتيسير / الداني، ص ١٣٠، والنشر/ ابن الجزري، ج ٢، ص ٢٢٢.