وسأبين أولا في هذا المطلب اعتماده على التفسير بالأثر من خلال الأمور التالية:
- تفسير القرآن بالقرآن.
- تفسير القرآن بالسنة.
- تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين.
- موقفه من الإسرائيليات.
• تفسير القرآن بالقرآن:
لم يغفل ابن عاشور هذا الجانب المهم من التفسير بالمأثور، بل إنه يرد على بعض التفاسير لمخالفتها للمأثور ويرجح بعضها على بعض بدلالة القرآن.
أما طريقته في تناوله لتفسير القرآن بالقرآن فهي لا تخرج عن طريقين:
الأول: عنايته بتوضيح المعنى بمعنى آخر من آية أخرى توضحه.
الثاني: تفسير مجمل الآية بآية أخرى من باب حمل المطلق على المقيد.
ومثال الأول قوله عند تفسير قوله تعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا﴾ (١): " ومعنى إجابة الدعوة إعطاء ما سأله موسى ربّه أن يسلب عن فرعون وملائه النعم، ويواليَ عليهم المصائب حتى يسأموا مقاومةَ دعوة موسى وتنحطّ غلواؤهم، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ (٢) وقال: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ
_________
(١) سورة يونس، الآية (٨٩).
(٢) سورة الأعراف، الآية (١٣٠).


الصفحة التالية
Icon