العرى " (١).
وذكر القرطبي أن هذه بشرى من الله تعالى، بشره بأن أعطاه آية بينة، وهي أن يقرأ عليه جبريل ما يقرأ عليه من الوحى، وهو أمي لا يكتب ولا يقرأ، فيحفظه ولا ينساه (٢).
قال الألوسي: " ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾ بيان لهدايته تعالى شأنه الخاصة برسوله - ﷺ - أثر بيان هدايته عز وجل العامة لكافة مخلوقاته سبحانه، وهي هدايته عليه الصلاة والسلام لتلقي الوحي وحفظ القرآن الذي هو هدى للعالمين، وتوفيقه - ﷺ - لهداية الناس أجمعين، ويكون المراد بقوله تعالى: ﴿فَلَا تَنْسَى﴾ نفي النسيان مطلقاً عنه - ﷺ - امتناناً عليه - ﷺ - بأنه أوتي قوة الحفظ " (٣).
حجة من قال: إن معنى قوله: ﴿فَلَا تَنْسَى﴾ نهي له: - ﷺ - عن ترك العمل:
استدل أصحاب هذا القول بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: " سمع النبي - ﷺ - قارئا يقرأ من الليل في المسجد فقال: لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها من سورة كذا وكذا " (٤).
فقالوا "لا" هذه ناهية، وبالتالي يكون معنى الآية نهي للرسول أن ينسى شيئاً
_________
(١) التفسير الكبير / الرازي، ج ١١، ص ١٣١.
(٢) انظر الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي، ج ٢٠، ص ٢٢.
(٣) روح المعاني / الألوسي، ج ١٥، ص ٣١٧.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب من لم ير بأساً أيقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا، ج ٤، ص ١٩٢٣، ح - ٤٧٥٥.