الأمثلة التطبيقية لهذه القاعدة في تفسيره.
أقوال العلماء في القاعدة:
قال مسلم بن يسار: "إذا حدثت عن الله فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده " (١).
وبيّن ابن جرير الطبري أهمية هذه القاعدة في معرض تعليله لأحد اختياراته في التفسير حيث يقول: " وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في هذه الآية بالصواب؛ لأن الآيات قبلها وبعدها فيهم نزلت، فأولى أن تكون هي في معنى ما قبلها وبعدها، إذا كانت في سياق واحد" (٢).
وقال العز بن عبد السلام: " إذا احتمل الكلام معنيين، وكان حمله على أحدهما أوضح وأشد موافقة للسياق كان الحمل عليه أولى " (٣).
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " فمن تدبر القرآن، وتدبر ما قبل الآية وما بعدها، وعرف مقصود القرآن تبين له المراد، وعرف الهدى والرسالة، وعرف السداد من الانحراف والاعوجاج " (٤).
كما حذّر الشاطبي من تفريق النظر في السياق، وأنه يؤدي إلى غير المراد، فقال: " فلا محيص للمتفهم عن رد آخر الكلام على أوله، وأوله على آخره وإذ
_________
(١) نقله عنه ابن كثير في تفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١، ص ١٧.
(٢) جامع البيان / الطبري، ج ٣، ص ٤٠٠.
(٣) قواعد الترجيح عند المفسرين /حسين الحربي، ج ١، ص ١٢٥.
(٤) مجموع الفتاوى، ج ١٥، ٩٤.