وبالكافر يكره لقاء الله. وقد بينه النبي - ﷺ - فقال: «إن المؤمن إذا حضرته الوفاة رأى ما أعد الله له من خير فأحب لقاء الله» (١)
أي والكافر بعكسه، وقد قال الله تعالى خطاباً لليهود ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾ (٢).
_________
(١) ذكره ابن عاشور باختصار في التحرير والتنوير، ج ١٢، ص ٣٠٦، وأخرجه في البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق، باب من أحب لقاء الله، ج ٥، ص ٢٣٨٦، ح- ٦١٤٢، ونصه: " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله، وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله، وكره الله لقاءه..
(٢) سورة الجمعة، الآية (٨).
ونظائر هذه الأمثلة كثيرة جداً في تفسيره منها:
١ -... ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام: ٦٠)، قال ابن عاشور: " والخطاب موجه إلى المشركين كما يقتضيه السياق السابق من قوله: ﴿لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾ (الأنعام: ٥٨)، واللاحق من قوله: ﴿ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾ (الأنعام: ٦٤) ". (التحرير والتنوير، ج ٤، ص ٢٧٥).
٢ -... ما جاء في قوله تعالى: " ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ﴾ (الرحمن: ٣١) وفيه قول ابن عاشور: إن المناسب لسياق الآية باعتبار السابق واللاحق، أن تحمل على معنى الإقبال على أمور الثقلين في الآخرة ". (انظر التحرير والتنوير، ج ١٣، ص ٢٥٧). =


الصفحة التالية
Icon