(٤٠) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} (١) (٢).
القول الراجح:
فيما يبدو لي والله أعلم أن القول الراجح هو ما ذهب إليه ابن عاشور أي أن الذين خرقوا بنين وبنات هم المشركون؛ لأن سياق الآية يدل عليه، والقول الذي يدل عليه سياق الآية أولى من غيره، ومما يقوي هذا القول ويعضده قاعدة: (الأصل عود الضمير إلى أقرب مذكور مالم يدل عليه دليل على خلاف ذلك) (٣).
وبما أن أقرب مذكور هم المشركون حمل عليه، كما أنه ليس هناك دليل يدل على غيره، وعليه فيترجح هذا القول.
وفي ذلك يقول السمين الحلبي: " إن عود الضمير على غير مذكور بلا مدلول خلاف الأصل " (٤).
٢ - مثال امرأة العزيز:
قال تعالى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي
_________
(١) سورة سبأ، الآية (٤٠ - ٤١).
(٢) انظر التحرير والتنوير، ج ٤، ص ٤٠٥.
(٣) عقود المرجان في قواعد المنهج الأمثل / أحمد سلامة أبو الفتوح، ص ١٩٣.
(٤) الدر المصون / السمين الحلبي، ج ٢، ص ٢٤٨.


الصفحة التالية
Icon