والثاني: إنه آدم، فاكتفى بذكره من ذكر ولده، ذكره ابن الأنباري.
والثالث: إنه النضر بن الحارث، حين قال: ﴿فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ﴾ (١) قاله مقاتل (٢).
أما ابن عاشور فإنه يرى أن المراد بالإنسان في هذه الآية الإنسان الكافر، بل نجده يرى أن المفسرين لم يأتوا في هذه الآية بما يثلج الصدر، واختياره هذا نابع من استحضاره لهذه القاعدة (القول المبني على مراعاة النظم وظاهر ترتيب الكلام أولى من غيره).
قال ابن عاشور: " موقع هذه الآية هنا غامض، وانتزاع المعنى من نظمها وألفاظها أيضاً، ولم يأت فيها المفسرون بما ينثلج له الصدر... إلى أن قال:.... والمراد بالإنسان الإنسان الكافر " (٣)..
وقد اختار هذا القول من قبله الألوسي، والقاسمي، حيث ذكروا أن المراد بالإنسان أحد أفراده وهو الكافر (٤).
بينما رجح الطبري، والقرطبي، وابن كثير، والشوكاني، والشنقيطي أن المراد به جنس الإنسان (٥).
_________
(١) سورة الأنفال، الآية (٣٢).
(٢) انظر هذه الأقوال في زاد المسير / ابن الجوزي، ج ٣، ص ١٢، وتفسير مقاتل / مقاتل، ج ٢، ص ٢٥١.
(٣) التحرير والتنوير / ابن عاشور، ج ٧، ص ٤١.
(٤) انظر روح المعاني / الألوسي، ج ٨، ص ٢٣، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ٦، ص ٤٦٥..
(٥) انظر جامع البيان / الطبري، ج ١٥، ص ٥٦، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١٠، ص، ٢٣٠، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ٨، ص ٤٤٠، وفتح القدير / الشوكاني، ج ٣، ص ٢١١، وأضواء البيان / الشنقيطي، ص ٥٣٧.