نزعه عِرق "، ونهاه عن الانتفاء منه (١).
فهذا كان شائعاً في مجتمعات الجاهلية فنهى الله المسلمين عن ذلك.
ومنه قوله - ﷺ -: " نحن بنو النضر بن كنانة لا نقف أُمَّنا، ولا ننتفي من أبينا " أي: لا نسُبُّ أمنا " (٢).
كما استدل أصحاب هذا القول عليه بأن الغالب في استعمال العرب أن القفو هو رمي الناس بالباطل.
قال الطبري: " وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال فيه بالصواب، لأن ذلك هو الغالب من استعمال العرب القفو فيه " (٣).
حجة من قال: إن المراد بالقفو اتباع الأثر من القيافة:
حجتهم في ذلك اللغة، وهو ورود كلمة القفو: بمعنى تتبع الأثر.
قال ابن منظور: " قفاه قفْواً وقُفواً واقتفاه تبعه (٤).
وقال الزمخشري: " قفا أثره وقافه، ومنه: القافة، يعني: ولا تكن في اتباعك ما لا علم لك به من قول أو فعل، كمن يتبع مسلكاً لا يدري أنه يوصله إلى
_________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المحاربين، باب ما جاء في التعريض، ج ٦، ص ٢٥١١، ح - ٦٤٥٥، ومسلم في صحيحه، كتاب اللعان، ج ٢، ص ١١٣٧، ح- ١٥٠٠.
(٢) أخرجه ابن ماجة في سننه، باب من نفى رجل من قبيلة، ج ٢، ص ٨٧١، ح- ٢٦١٢.
(٣) جامع البيان / الطبري، ج ١٥، ص ١٠٢.
(٤) لسان العرب / ابن منظور، ج ١١، ص ٢٦٣.


الصفحة التالية
Icon