ثانياً: الترجيح بدلالة حديث نبوي في معنى أحد الأقوال.
ثالثاً: الترجيح بدلالة أسباب النزول.
رابعاً: الترجيح بدلالة إجماع الحجة من أهل التأويل.
خامساً: الترجيح بدلالة عصمة النبوة.
ويمكنني توضيح ذلك من خلال بعض الأمثلة التطبيقية:
أولاً: الترجيح بدلالة حديث نبوي في تفسير الآية:
اعتنى ابن عاشور بالترجيح بحديث النبي - ﷺ -، ومن أمثلة ذلك قوله عند تفسير قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ (١): " والظّلم: الاعتداء على حقّ صاحب حقّ، والمراد به هنا: إشراك غير الله مع الله في اعتقاد الإلهية وفي العبادة، قال تعالى: ﴿إنّ الشِّرك لظلم عظيم﴾ (٢) لأنَّه أكبر الاعتداء، إذ هو اعتداء على المستحقّ العظيم، لأنّ من حقّه أن يفرد بالعبادة اعتقاداً وعملاً وقولاً لأنّ ذلك حقّه على مخلوقاته. ففي الحديث " حقّ العباد على الله أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئاً " وقد ورد تفسير الظلم في هذه الآية بالشرك. في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: " لمّا نزلت ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ شَقّ ذلك على المسلمين وقالوا: أيّنا لم
_________
(١) سورة الأنعام، الآية (٨٢).
(٢) سورة لقمان، الآية (١٣).


الصفحة التالية
Icon