تقتضيه أدلة عصمة الرسول - ﷺ - من أن تتطرق إليه خواطر إجابة المشركين لما يطمعون. وللمفسرين بضعة محامل أخرى لهذه الآية استقصاها القرطبي، فمنها ما ليس له حظ من القبول لوهن سنده وعدم انطباقه على معاني الآية، ومنها ما هو ضعيف السند وتتحمله الآية بتكلف " (١).
٣ - الترجيح بدلالة اللغة:
برع ابن عاشور في اللغة العربية، وتعرّض في مقدمة تفسيره للعلوم اللازمة التي يستمد منها علم التفسير، ذكر في أولها علم اللغة العربية ومعرفة قواعدها، وقال أيضاً: " إن القرآن كلام عربي، فكانت قواعد العربية طريقاً لفهم معانيه، وبدون ذلك يقع الغلط وسوء الفهم، لمن ليس بعربي السليقة، ونعني بقواعد العربية مجموع علوم اللسان العربي وهي: متن اللغة والتصريف، والنحو، والمعاني، والبيان " (٢).
وقد اعتمد ابن عاشور الترجيح بدلالة اللغة من عدة نواح منها:
أولا: الترجيح باعتماد المستفيض والمعروف من كلام العرب:
ومن ذلك ما جاء عنه في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ حيث قال: " وليس قوله تعالى: ﴿بِالسِّنِينَ﴾ دليلاً على أنها طالت أعواماً؛ لأن السنين هنا جمع سنة
_________
(١) التحرير والتنوير، ج ٧، ص ١٧١ - ١٧٢.
(٢) التحرير والتنوير، ج ١، ص ١٨.


الصفحة التالية
Icon