وقرأ الحسن: (عَصايَ) بكسر الياء لالتقاء الساكنين، وهو مثل قراءة حمزة (بِمُصْرِخِيَّ)] إبراهيم: ٢٢ [، وعن ابن أبى إسحاق: سكون الياء (أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها) أعتمد عليها إذا أعييت أو وقفت على رأس القطيع وعند الطفرة. هش الورق: خبطه، أى: أخبطه على رؤس غنمي تأكله. وعن لقمان بن عاد: أكلت حقا وابن لبون وجذع. وهشة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وقرأ الحسن: "عصاي"، بكسر الياء)، قال ابن جني: وقرأ الحسن وأبو عمرو أيضاً بخلاف عنهما، وكسرُ الياء في نحو هذا ضعيفٌ استثقالاً للكسرة التي فيها هرباً إلى الفتحة، وله وجه آخر، أنه قرأ حمزة: "ما أنتم بمصرخي"، بكسر الياء لالتقاء الساكنين، مع أن قبلها كرة وياء، والفتحة والألف في (عَصَايَ) أخف من الكسرة والياء في "بمصرخي" [إبراهيم: ٢٢] وروينا عن قُطربٍ وغيره:
قال لها هل لك يا تافيٍّ
أراد (في) ثم أشبع الكسرة للإطلاق فأنشأ عنها ياء، نحو: منزلي وحولي، وقول ابن مجاهد: هو مثل: غُلامي لا وجه له؛ لأن الكسرة في ياء "عصاي" لالتقاء الساكنين، الكسرة في ميم "غلامي" هي التي تحدثها ياء المتكلم.
قوله: (أكلت حقا وابن لبون وجذع)، "الحق" بالكسر: ما كان من الإبل ابن ثلاث سنين وقد دخل في الرابعة، سُمي لاستحقاقه أن يُحمل عليه وينتفع به، وابن لبون: إذا استكمل الثانية ودخل في الثالثة؛ لأن أمه وضعت غيره فصار لها لبن، وهي نكرة تعرف بالألف واللام، والجذع، قيل: الثني، وهو من الإبل ما طعن في السنة الخامسة، وهو اسم زمن، ليس بسن تنبت ولا تسقط، أراد بهشة نخب: ثمار ذلك الوادي؛ وسيلاً دفع: ما انصب دفعاتٍ.