لما روي من حديث الجمرة. ويروى أن يده احترقت، وأن فرعون اجتهد في علاجها فلم تبرأ، ولما دعاه قال: إلى أى رب تدعوني؟ قال: إلى الذي أبرأ يدي وقد عجزت عنها. وعن بعضهم: إنما لم تبرأ يده لئلا يدخلها مع فرعون في قصعة واحدة فتنعقد بينهما حرمة المواكلة. واختلف في زوال العقدة بكمالها فقيل: ذهب بعضها وبقي بعضها، لقوله تعالى (وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً)] القصص: ٣٤ [وقوله تعالى (وَلا يَكادُ يُبِينُ)] الزخرف: ٥٢ [وكان في لسان الحسين بن على رضى الله عنهما رتة «٣» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ورثها من عمه موسى". وقيل: زالت بكمالها لقوله تعالى (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) وفي تنكير العقدة -وإن لم يقل عقدة لساني-: أنه طلب حل بعضها إرادة أن يفهم عنه فهما جيدا، ولم يطلب الفصاحة الكاملة. و (مِنْ لِسانِي) صفة للعقدة كأنه قيل: عقدة من عقد لساني.
الوزير من الوزر، لأنه يتحمل عن الملك أو زاره ومؤنة. أو من الوزر، لأن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (لما رُوي من حديث الجمرة)، روى محيي السنة: أنه نشأ موسى عليه السلام في حجر فرعون وامرأته، فبينا هو يلعب وبيده قضيبٌ فضرب رأس فرعون، فغضب حتى هم بقتله، فقالت آسية: أيها الملك، إنه صغيرٌ لا يعقل، جربه إن شئت، فجاءت بطستين في احدهما الجمر وفي الآخر الجوهر، فأراد موسى أن يأخذ الجوهر فأخذ جبريل عليه السلام يده فوضعها في النار فاخذ جمرةً فوضعها في فيه فاحترق لسانه وصارت عليه عقدة.
الراغب: اللسان: الجارحة وقوتها، وقوله تعالى: (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي) يعني به: من قوة لساني فإن العقدة لم تكن في الجارحة وإنما كانت في قوته التي هي النطق به، يقال لكل قوم لسانٌ ولسنٌ.
قوله: (أو من الوزر)، أي: الملجأن وأصلُ الزر: الجبل. الراغب: الوزر: الملجأ الذي