يتساندا في الإنذار والتخويف. ثم نزلوا- أيضاً- فقالوا: وإن لم يكن مرفوداً بملكٍ فليكن مرفوداً بملكٍ فليكن مرفوداً بكنزٍ يلقى إليه من السماء يستظهر به ولا يحتاج إلى تحصيل المعاش. ثم نزلوا فاقتنعوا بأن يكون رجلاً له بستانٌ يأكل منه ويرتزق كما الدهاقين والمياسير. أو: يأكلون هم من ذلك البستان فينتفعون به في دنياهم ومعاشهم. وأراد بالظالمين: إياهم بأعيانهم، وضع الظاهر موضع المضمر، ليسجل عليهم بالظلم فيما قالوا. وقرئ: (فيكون) بالرفع، (أو يكون له جنة) بالياء، و (نأكل)، بالنون. فإن قلت:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (مرفوداً)، الجوهري: الرفد: العطاء والصلة، والرفد بالفتح: المصدر، تقول: رفدته أرفده رافداً: أعطيته، وكذلك: إذا أعنته.
قوله: (كما الدهاقين)، "ما" هذه كافةُ ومهيئةٌ لدخول الكاف على الجملة، أي: كما الدهاقين كذلك.
قوله: (أو: يأكلون عم من ذلك)، عطفٌ على قوله: "يأكل منه"، أي: تكون له جنةٌ ينتفع هو بها بأن يأكل بعض أثمارها، ويبيع بعضها ويرتزق منها، كما تفعل الدهاقين ببساتينهم التي أرزاقهم منحصرةٌ فيها، أو: هم ينتفعون من الجنة بالأكل وبسائر معايشهم. والحاصل أنه استعمل الأكل في المنافع لأنه الغرض الأعظم منها، والوجهان مبنيان على القراءتين بالياء والنون في يأكل.
قوله: (وقرئ: "فيكون" بالرفع، "أو يكون له جنةٌ" بالياء)، وهما شاذتان، و"نأكل" بالنون: قراءة حمزة والكسائي، والباقون: بالياء. قال صاحب "الكشف": والقراءة في ﴿أَوْ تَكُونَ﴾ بالتاء الفوقاني، وقرئ بالياء خارج السبعة اعتداداً بالفصل، كما جاء في


الصفحة التالية
Icon