إباء العيوف الورد وهو مرنق. وهذه الآية مع دلالتها على قدرة الخالق فيها إظهار لنعمته على خلقه؛ لأنّ الاحتجاب بستر الليل،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشاغل، وأصل السبت: القطع، أو موتاً، لأنه قطع الحياة ﴿وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾ ذا نشور، أي: انتشارٍ ينتشر فيه الناس للمعاش، أو بعث من النوم بعث الأموات. والمصنف أباه كل الإباء، وضرب له المثل.
قلت: قد تقرر أن السبات لفظةٌ مشتركةٌ وهي مفتقرةٌ إلى قرينةٍ مبينة، والقرينة ﴿نُشُوزًا﴾ لتقابلها، فجعلها حقيقةً شرعيةً أولى من اللغوية التي بمنزلة المجاز على أن المقام لا يساعد اللغوية، لأنه إذا اتفق تفسير الآية مع الآيات السابقة واللاحقة في المعنى وتضمن نكتةً زائدةً، كان أحسن من الاختلاف، والخلو عن تلك اللطيفة، وفي السابقة حديثٌ من معنى الإيجاد والإعدام، حيث فسر القبض بالإعدام، والمد بالإيجاد. واللاحقة فيها ﴿لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا﴾، فالآيات مع دلالتها على القدرة الباهرة، ومع إظهار النعمة في الدلالة على الحشر والنشر، وبه رمز المصنف بقوله: "والنوم واليقظة" أي: عبرةٌ فيهما لمن اعتبر.
قوله: (إباء العيوف الورد وهو مرنقٌ)، الأساس: وهو يعاف الطعام والشراب، والمياه. [قال:
وإني لشراب المياه إذا صفت | وإني إذا كدرتها لعيوف |