تلك الأيام المقدرة بهذه الأسماء، فلما خلق الشمس وأدارها وترتب أمر العالم على ما هو عليه، جرت التسمية على هذه الأيام. وأما الداعي إلى هذا العدد - أعني الستة دون سائر الأعداد - فلا نشك أنه داعى حكمة، لعلمنا أنه لا يقدّر تقديرا إلا بداعي حكمة، وإن كنا لا نطلع عليه ولا نهتدي إلى معرفته.
ومن ذلك تقدير الملائكة الذين هم أصحاب النار تسعة عشر، وحملة العرش ثمانية، والشهور اثني عشر، والسماوات سبعا والأرض كذلك، والصلوات خمسا، وأعداد النصب والحدود والكفارات،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وحملة العرش ثمانية)، وعن بعضهم: حملة العرش أربعةٌ. وروي أنه صلوات الله عليه وسلامه لما سمع بيت أمية بن أبي الصلت يصف العرش:

رجلٌ وثورٌ عند رجل يمينه والنسر أخرى ثم ليثٌ مرصد
قال: "صدق". هم اليوم أربعةٌ، ويضم إليهم أربعةٌ أخرى يوم القيامة لقوله تعالى: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ [الحاقة: ١٧] يسترزق كلٌ لما يشبهه، والله أعلم بحقيقته. والذي ورد في المعتمد عن الترمذي وأبي داود وابن ماجه، عن العباس، عن رسول الله - ﷺ - في حديث طويل: "أن حملة العرش ثمانية أو عالٍ". وأشار إليه المصنف في سورة الحاقة.
قوله: (وأعداد النصب)، وهو جمع نصاب، أي: القدر الذي تجب فيه الزكاة.


الصفحة التالية
Icon