إذا أخرته. ومنه: المرجئة، وهم الذين لا يقطعون بوعيد الفساق ويقولون: هم مرجؤون لأمر الله. والمعنى: أخره ومناظرته لوقت اجتماع السحرة. وقيل: احبسه (حاشِرِينَ) شرطا يحشرون السحرة،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعتداد بالحاجز، أعني: الهمزة الساكنة. فأما من قال: ﴿أَرْجِهْ﴾ فهي من: أرجيته، دون أرجأته، بلا همز، والهمزة أفصح، فلما حذف الياء للأمر أشبع الهاء، وكسرها لمجاورة الجيم، وأضعف الوجوه "أرجه" بإسكان الهاء، لأن هذه الهاء إنما تسكن في الوقف، لكنه أجرى الوصل مجرى الوقف.
قوله: (وهم الذين لا يقطعون بوعيد الفساق، ويقولون: هم مرجؤون لأمر الله)، الانتصاف: حرف في تفسير المرجئة، فأهل السنة هم الذين لا يقطعون بوعيد الفساق، ويرجعون أمرهم إلى المشيئة، فإن كان المرجئة هؤلاء فاشهدوا أنا مرجئةٌ.
النهاية: المرجئة: فرقةٌ من فرق الإسلام، يعتقدون أنه لا يضر مع الإيمان معصيةٌ، كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة، سموا مرجئةً، لاعتقادهم أن الله تعالى أرجأ تعذيبهم على المعاصي، أي: أخره عنهم، والمرجئة تهمز ولا تهمز، وكلاهما بمعنى التأخير.
قوله: (شرطاً يحشرون)، يريد أن ﴿حَاشِرِينَ﴾ صفة موصوفٍ هو مفعولٌ به.
النهاية: الأشراط: العلامات، واحدتها: شرطٌ بالتحريك، وبه سميت شرط السلطان، لأهم جعلوا لأنفسهم علاماتٍ يعرفون بها، هكذا قال أبو عبيد. وحكى الخطابي عن بعض أهل اللغة أنه أنكر هذا التفسير، وقال: أشراط الساعة: ما ينكره الناس من صغار أمورها قبل أن تقوم الساعة. وشرط السلطان: نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده.


الصفحة التالية
Icon