وقال:
الواردون وتيم في ذرى سبإ | قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقيل: العرم المسناة التي بنتها بلقيس سكرًا وسداً، والمعنى: يبنون من دون السيل السد.
قوله: (الواردون)، البيت. الذرى- بالفتح-: كل ما استترت به، يقال: إنا في ظل فلانٍ وفي ذراه، أي: كنفه وستره. وذرى كل شيء: أعاليه، الواحدة: ذروة، يقول: الواردون هم وتيم في أعلى أرض سبأ مغلولين بأغلالٍ من جلد الجواميس، بحيث تعض أعناقهم.
وصرف "سبأ" إذ جعله بمعنى الحي أو الأب الأكبر.
قوله: (معافر)، قيل: معافر حيٌ من همدان، وإليه تنسب الثياب المعافرية.
الأساس: المعافرية: ثياب منسوبةٌ إلى بلد نزل فيه معافر بن أد.
قوله: (الذي سماه المحدثون: البديع)، أي: المتأخرون، جعلوه من قسم البديع، واسم هذه الصنعة في البديع: تضمين المزدوج، وهو أن يقع في أثناء القرائن في النظم أو النثر لفظان مسجعان بعد رعاية حدود الأسجاع والقوافي، وقد جاء في الشعر:
مضى الصاحب الكافي ولم يبق بعده | كريمٌ يروي الأرض فيض غمامه |
فقدناه لما تم واعتم بالعلا | كذاك خسوف البدر عند تمامه |