[(أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (٢٧) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى الله مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ الله عَزِيزٌ غَفُورٌ)] ٢٧ - ٢٨ [
(أَلْوانُها): أجناسها؛ من الرّمان، والتفاح، والتين، والعنب، وغيرها مما لا يحصر، أو هيئاتها؛ من الحمرة، والصفرة، والخضرة، ونحوها. والجدد: الخطط والطرائق. قال لبيد:
أو مذهب جدد على ألواحه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في حُبِّ الشهواتِ واللّذاتِ وتقليدِ الباطلِ أشدُّ احتياجًا إلى المُنْذِرِ من المُبشِّر، وكثيرًا ما ترى في التنزيلِ النذيرَ غَير مشفوعٍ بالبشيرِ ولا ترى البشيرَ بدونِهن والله أعلم.
الراغب: الإنذار: إخبارٌ فيه تَخْويف، كما أنَّ البشيرَ إخبارٌ فيه سرور. والنَّذيرك المُنذرُ ويقَعُ على كلِّ شيءٍ إنذارَ إنسانٍ كانَ أو غُيْرَه، والنُّذُرُ، والنُّذُرُ جَمْعُه.
قولُه: (أو مُذَهَبٌ جُدَدٌ على ألواحِه)، تمامه:
والناطقُ المَبْروزُ والمَختومُ
وقبله:

فكأنَّ معروفَ الديارِ بقادِمٍ فبُراقِ غَوْلٍ فالرِّجامِ وُشومُ
شَبَّه ما عرفَ من الديارِ كالطَّلَل بالوشوم وهي ما بقيَ من آثارِ الوَشْم، أو بلَوْحٍ مُذْهَبٍ على ظواهرِه جُدَدٌ وطرائقُ، والناطقُ الكتاب.


الصفحة التالية
Icon