أفاق المريض؛ إذا رجع إلى الصحة. وفواق الناقة: ساعة يرجع الدر إلى ضرعها، يريد: أنها نفخة واحدة فحسب لا تثنى ولا تردد.
[﴿وقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الحِسَابِ﴾ ١٦]
القط: القسط من الشيء؛ لأنه قطعة منه. من قطة؛ إذا قطعه. ويقال لصحيفة الجائزة: قط؛ لأنها قطعة من القرطاس، وقد فسر بهما قوله تعالى: ﴿عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا﴾ أي: نصيبنا من العذاب الذي وعدته، كقوله تعالى: ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ﴾ [الحج: ٤٧]، وقيل: ذكر رسول الله ﷺ وعد الله المؤمنين الجنة؛ فقالوا على سبيل الهزء: عجل لنا نصيبنا منها. أو: عجل لنا صحيفة أعمالنا ننظر فيها.
[﴿اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ واذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إنَّهُ أَوَّابٌ * إنَّا سَخَّرْنَا الجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ والإشْرَاقِ * والطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ * وشَدَدْنَا مُلْكَهُ وآتَيْنَاهُ الحِكْمَةَ وفَصْلَ الخِطَابِ﴾ ١٧ - ٢٠]
فإن قلت: كيف تطابق قوله: ﴿اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ﴾ وقوله: ﴿واذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ﴾ حتى عطف أحدهما على صاحبه؟ قلت: كأنه قال لنبيه عليه السلام: اصبر على ما يقولون، وعظم أمر معصية الله في أعينهم بذكر قصة داود؛ وهو أنه نبي من أبياء الله تعالى قد أولاه ما أولاه من النبوة والملك؛ لكرامته عليه وزلفته لديه، ثم زل زلة فبعث إليه الملائكة ووبخه عليها، على طريق التمثيل والتعريض، حتى فطن لما وقع فيه، فاستغفر وأناب، ووجد منه ما يحكى من بكائه الدائم وغمه الواصب، ونقش جنايته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (القط: القسط من الشيء)، واشتقاق القط من: قططت، أي: قطعت، وكذلك النصيب إنما هو القطعة من الشيء، والقطع والقطعة بمعنى: المقطوع، غير أن القطع غلب في الليل.