لم يتلبسوا منه بقليل ولا كثير ولا هو من شأنهم؟ قلت: هو تصوير للمسألة وفرض لها، فصورها في أنفسهم وكانوا في صورة الأناسي، كما تقول في تصوير المسائل: زيد له أربعون شاة، وعمرو له أربعون، وأنت تشير إليهما، فخلطاها وحال عليها الحول، كم يجب فيها؟ وما لزيد وعمرو سبد ولا لبد. وتقول أيضًا في تصويرها: لي أربعون شاةً ولك أربعون فخلطناها، وما لكما من الأربعين أربعة ولا ربعها. للحسناء الجميلة. والمعنى: وصفها بالعراقة في لين الأنوثة وفتورها، وذلك أملح لها وأزيد في تكسيرها وتثنيها، ألا ترى إلى وصفهم لها بالكسول والمكسال، وقوله:
فتور القيام قطيع الكلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولست بمستبق أخًا لا تلمه.... على شعت أي الرجال المهذب؟
وإليه الإشارة بقوله: "قصد به الموعظة الحسنة والترغيب في إيثار عادة الخلطاء الصلحاء".
قوله: (وأنت تشير إليهما)، أي: تقول: هذا، وتشير إلى زيد زعمرو.
قوله: (وما لزيد وعمرو سبد ولا لبد)، قال الجوهري: أي: لا قليل ولا كثير. عن الأصمعي: السبد من الشعر، واللبد من الصوف. كناية عن المعز، واللبد عن الضأن.
قوله: (بالكسول والمكسال)، الجوهري: الكسل، التثاقل عن الأمر. وامرأة مكسال: لا تكاد تبرح مجلسها، وه مدح له، مثل: "نؤوم الضحى".
قوله: (فتور القيام قطيع الكلام)، تمامه:
لعوب العشاء إذا لم تنم
بعده:
تبز النساء بحسن الحديث.... ودل رخيم وخلق عمم