على الأصل، كـ"جير"، وبالرفع على: هذه ياسين، أو بالضم كـ"حيث". وفخمت الألف وأميلت. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: معناه: يا إنسان في لغة طيء. والله أعلم بصحته. وإن صح فوجهه أن يكون أصله: يا أنيسين، فكثر النداء به على ألسنتهم حتى اقتصروا على شطره، كما قالوا في القسم: مُ الله، في: ايمن الله. ﴿الحَكِيمِ﴾: ذي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنه بنى الكلام على الإدراج، لا على وقف حروف المعجم؛ فحرك لذلك، ومن فتح هرب إلى خفة الفتحة لأجل ثقل الياء قبلها والكسرة، ومن كسر جاء به على أصل حركة التقاء الساكنين. وهو نظير جير وهيت لك وإيه وسيبويه وعمرويه وبابهما. ومن ضم احتمل أمرين: أحدهما لالتقاء الساكنين كـ"جير" و"هيت لك"، وفي الآخر: ما عندي فيه وهو: يا إنسان؛ لكنه اكتفى منه بالسين وحذف الفاء والعين وجعل السين اسمًا قائمًا بذاته، فـ"يا" فيه حرف نداء، ونظيره ما جاء في الحديث: "كفى بالسيف شا" أي: شاهدًا، فحذف العين واللام. ويؤيده ما ذهب ابن عباس رضي الله عنهما إليه في "حمعسق" ونحوه أنها حروف من جملة أسماء الله تعالى، وهي: رحيم وعليم وسميع وقدير ونحو ذلك.
قوله: (كـ"جير")، الجوهري: جير، بكسر الراء: يمين العرب، ومعناه: حقا، وقال: وايمن الله: اسم وضع للقسم هكذا بضم الميم والنون وألفه ألف وصل، وربما حذفوا منه النون فقالوا: أيم الله، وربما حذفوا الياء وقالوا: أم الله، وربما أبقوا الميم وحدها مضمومة وقالوا: م الله.