وما أوّل طعام يأكله أهل الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمّه؟ فقال عليه الصلاة والسلام: أمّا أوّل أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأمّا أوّل طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل نزعه، وإن سبق ماء المرأة نزعته. فقال: أشهد أنك رسول الله حقًا".
ثم قال: "يا رسول الله"، إن اليهود قوم بهت، وإن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك، فجاءت اليهود، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: أي رجل عبد الله فيكم؟ فقالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا. قال: أرأيتم إن أسلم عبد الله؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج إليهم عبد الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمدًا رسول الله، فقالوا: شرنا وابن شرنا، وانتقصوه. قال: هذا ما كنت أخاف -يا رسول الله- وأحذر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (ينزع إلى أبيه أو إلى أمه): أي: إذا جاء يشبه أحدهما ويجذب إليه، ويقال: "العرق نزاع".
قوله: (قوم بهت): بهت فلان فلانًا: إذا كذب عليه، فهو باهت، وقوم بهت.
قيل: زيادة الكبد: هي شيء نابت على جانب الكبد، وهو ألذ من الكبد. كل ذلك في"جامع الأصول".
وروى المظهري في شرحه عن بعض العلماء: لعل ذلك إشارة إلى إعدام ما يقبل التغير والتأثر، كما في ذبح الموت الذي يؤتى به على صورة الكبش؛ إشارةً إلى أن نعيم أهل الجنة في الجنة أبدي بلا انقطاع، وعذاب أهل النار- الذين لهم استحقاق الخلود في النار- أبديٌّ بلا انقطاع.


الصفحة التالية
Icon