﴿لَمْ تَعْلَمُوهُمْ﴾ صفة الرجال والنساء جميعًا، و ﴿أَنْ تَطَؤُهُمْ﴾ بدل اشتمال منهم أو من الضمير المنصوب في ﴿تَعْلَمُوهُمْ﴾، والمعرة: مفعلة؛ من عره: بمعنى: عراه، إذا دهاه ما يكرهه ويشق عليه. و ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ متعلق بـ ﴿أَنْ تَطَؤُوهُمْ﴾،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (من: عره، بمعنى: عراه؛ إذا دهاه ما يكرهه): الراغب: "المعتر: المعترض للسؤال، يقال: عره واعتره، وعررت بك حاجتي، والعر والعز: الجرب الذي يعر البدن، ومنه قيل للمضرة: معرة؛ تشبيهًا بالعر الذي هو الجرب".
قوله: (﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ متعلق بـ ﴿أَن تَطَئُوهُمْ﴾): فيكون حالًا من الضمير المرفوع في ﴿تَطَئُوهُمْ﴾، أو المنصوب، وتقديره: أن تطؤوهم غير عالمين بهم، قال أبو البقاء: "هو حال من الضمير المجرور_ أي: في ﴿مِّنْهُم﴾ _، أو صفة لـ ﴿مَّعَرَّةٌ﴾ ".
والمعنى على قول المصنف: لولا رجال مؤمنون صفتهم أنكم غير عالمين بوطئهم غير عالمين بهم، قال الإمام: "يلزم على قوله التكرير، فالأولى أن يقال: أن قوله: ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ يكون في موضعه، المعنى: ﴿فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾، أي: أن وطئتموهم غير عالمين لزمتكم سبة الكفار بغير علم، أي: بجهل، لا يعلمون أنكم معذورون فيه، أو فتصيبكم منهم معرة غير معلومة، وهي ما يحصل من القتل الخطأ، ومن حصول الأذى على البريء".
وقلت: يمكن أن يقال: لا يلزم التكرار؛ لأن المراد أنه متعلق بما دل عليه ﴿أَن تَطَئُوهُمْ﴾، والمعنى: لولا رجال مؤمنون، ومن صفتكم أنكم غير عالمين بوطئهم، فتطؤوهم وأنتم غير عالمين بهم، فيكون ذلك سببًا لأن تصيبكم منهم المعرة، وهي ما قال: "يصيبهم وجوب الدية والكفارة، وسوء قالة المشركين".


الصفحة التالية
Icon