فقال: يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ألم تكونوا ضلالًا فهداكم الله بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " «أفلا تجيبونني. قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: ألا تقولون: ألم يخرجك قومك فآويناك؟ أو لم يكذبوك فصدقناك؟ أو لم يخذلوك فنصرناك؟ قال: فما زال يقول حتى جثوا على الركب وقالوا: أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله، فنزلت الآية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله) الحديث: من رواية البخاري ومسلم عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: "إن رسول الله ﷺ لما فتح حنينًا قسم الغنائم، فأعطى المؤلفة قلوبهم، فبلغه أن الأنصار يحبون أن يصيبوا مثل ما أصاب الناس، فقام رسول الله ﷺ يخطبهم، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالًا فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، ومتفرقين فجمعكم الله بي؟ ويقولون: الله ورسوله أمن، فقال: ألا تجيبونني؟ فقالوا: الله ورسوله أمن، قال: أما إنكم لو شئتم أن تقولوا: جئتنا طريدًا فآويناك، وشريدًا فنصرناك، وكان من الأمر كذا وكذا"، الحديث.
وأما شكاية العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهو ما روى الترمذي عن علي رضي الله عنه: "أن العباس دخل على رسول الله ﷺ مغضبًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أغضبك؟ فقال: يا رسول الله، أرى قومًا من قريش يتلاقون بينهم بوجوه مسفرة، فإذا لقونا لقونا بغير ذلك، فغضب رسول الله ﷺ حتى احمر وجهه، وقال: والذي نفسي بيده، لا يدخل قلب رجل إيمان حتى يحبكم لله ورسوله، ثم قال: أيها الناس، من آذى عمي فقد آذانيـ فإنما عم الرجل صنو أبيه".


الصفحة التالية
Icon