وقرئ: (ليخرجن الأعز منها الأذل) _ بفتح الياء_ وليخرجن، على البناء للمفعول. قرأ الحسن وابن أبي عبلة: لنخرجن، بالنون ونصب الأعز والأذل، ومعناه: خروج الأذل أو إخراج الأذل أو مثل الأذل، ﴿ولِلَّهِ العِزَّةُ﴾ الغلبة والقوة، ولمن أعزه الله وأيده من رسوله ومن المؤمنين، وهم الأخصاء بذلك، كما أن المذلة والهوان للشيطان وذويه من الكافرين والمنافقين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (ليخرجن الأعز منها الأذل) هذه القراءات كلها شواذ، والمشهورة بضم الياء وسكون الخاء، وكسر الراء، والأعز فاعل، والأذل مفعول.
قوله: (ومعناه: خروج الأذل، أو إخراج الأذل، أو مثل الأذل) بيان للقراءة المذكورة على النشر، وعليه ظاهر كلام صاحب "التقريب"، فالتقدير: ليخرجن الأعز منها خروج الأذل، ليخرجن الأعز منها إخراج الأذل، ليخرجن الأعز منها مثل الأذل، وقيل: "إخراج" متعلق بالقراءة الثانية والثالثة، والنصب على هذه القراءات على المصدر، و"مثل الأذل" نصبه على الحال على جميع القراءات، ولا يختص بالثالثة كما ذهب إليه صاحب "التقريب"، لئلا يلزم الترجيح بلا مرجع، فيكون "أو مثل" عطف على قوله: "معناه"، يؤيده قول القاضي: والأذل على هذه القراءات مصدر أو حال على تقدير مضاف، كخروج وإخراج، أو مثل.
وفي الكواشي: "ليخرجن" بفتح الياء معلومًا وبضمها مجهولًا، ونصب "الأذل" مفعول حال محذوف أي: مشبهًا الأذل، أو حال مثل: أرسلها العراك، و "لنخرجن" بالنون ونصب "الأعز"، "الأذل"، أي: خروج أو إخراج الأذل.
قوله: (﴿ولِلَّهِ العِزَّةُ﴾ الغلبة والقوة)، الراغب: العزة: حالة مانعة للإنسان أن يغلب. من قولهم: أرض عزاز، أي: صلبة، وتعزز اللحم: اشتد، وعز: كأنه حصل في عزاز يصعب