وقرئ: "الخاطئون" بإبدال الهمزة ياء، و"الخاطون" بطرحها. وعن ابن عباس: ما الخاطون؟ كلنا يخطو، وروى عنه أبو الأسود الدؤلي: ما الخاطون؟ إنما هو الخاطئون؛ ما الصابون؟ إنما هو الصائبون. ويجوز أن يراد: الذين يتخطون الحق إلى الباطل، ويتعدون حدود الله.
[﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * ومَا لا تُبْصِرُونَ * إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ومَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ * ولا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ﴾] ٣٨ - ٤٢].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التقدير: ولا طعام هاهنا إلا من غسلين، وهو غير جائز؛ إذ هناك طعام غير غسلين. ولا يكون ﴿اليَوْمَ﴾ خبرًا، لأن حميمًا جثة، وظرف الزمان لا يكون خبرًا الجثة".
قوله: (وقرئ: "الخاطيون"، بإبدال الهمزة ياء) حمزة عند الوقف، قال ابن جني: "قرأها الزهري والحسن، وهو يحتمل وجهين: أحدهما: تخفيف الهمزة، لكن على مذهب أبي الحسن في قوله تعالى: ﴿يَسْتَهْزِؤُونَ﴾ [الأنعام: ٥]، بإخلاص الهمزة في اللفظ ياء لانكسار ما قبلها، وسيبويه يجعلها بين بين. وثانيها: أن يكون قد بقي من الهمزة شيء على مذهب سيبويه، إلا أنه يلطف على القراء، فيقرؤون بإخلاص الياء".
قوله: (و"الخاطون" بطرحها) أي: بطرح الهمزة ونقل حركتها إلى الطاء. عن عكرمة: قرأناها عند ابن عباس، فقال: مه، كلنا نخطو، ثم قال: ﴿إلا الخَاطِئُونَ﴾؛ ذكره الواحدي، وروى عن الكلبي أنه قال: "يعني: من يخطئ بالشرك". ولعل ابن عباس يفرق بين الهمزة