..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقالت: لقد تكلمت بشيء قف له شعري، قلت: رويدًا، ثم قرأت: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى﴾، فقالت: أين يذهب بك إنما هو جبريل، من أخبرك أن محمدًا رأى ربه، أو كتم شيئًا مما أمر به، أو يعلم الخمس التي قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ [لقمان: ٣٤]، فقد أعظم الفرية.
وعن البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: من حدثك أن محمدًا رأى ربه فقد كذب... الحديث. وفي "شرح صحيح مسلم" للإمام المتقن أفضل المتأخرين، محيي الدين النواوي رحمه الله: "قال القاضي عياض: اختلف السلف والخلف: هل رأى نبينا صلوات الله عليه ربه ليلة الإسراء؟ فأنكرته عائشة، وهو المشهور عن ابن مسعود، وإليه ذهب جماعة من المحدثين والمتكلمين، وروي عن ابن عباس أنه رأى بعينه، ومثله عن أبي ذر وكعب والحسن، وكان يحلف على ذلك، وحكي مثله عن ابن مسعود وأبي هريرة وأحمد بن حنبل.
وحكى أصحاب المقالات عن أبي الحسن الأشعري وجماعة من أصحابه أنه رآه، ووقف بعض مشايخنا، وقال: ليس عليه دليل واضح، ولكنه جائز.
ورؤية الله تعالى في الدنيا جائزة، واختلفوا أن نبينا صلوات الله عليه هل كلم ربه سبحانه وتعالى ليلة الإسراء بغير واسطة أم لا؟ فحكي عن الأشعري وقوم من المتكلمين أنه كلمه، وعزى بعضهم إلى جعفر بن محمد وابن مسعود وابن عباس، وكذلك اختلفوا في قوله: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى﴾، فالأكثرون على أن هذا الدنو والتدلي مقسم ما بين جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم، وعن ابن عباس والحسن ومحمد بن كعب وجعفر بن محمد وغيرهم أنه دنو من النبي ﷺ إلى ربه، أو من الله تعالى، والدنو والتدلي على هذا متأول، ليس على وجهه.
قال جعفر بن محمد: الدنو من الله لا حد له، ومن العباد بالحدود، فدنوه صلوات الله عليه وسلامه من ربه عز وجل قربه منه، وظهور عظيم منزلته لديه، وإشراق أنوار معرفته


الصفحة التالية
Icon