قال:

أحافرة على صلع وشيب؟ معاذ الله من سفه وعار
يريد: أرجوعاً إلى حافرة. وقيل: النقد عند الحافرة، يريدون عند الحالة الأولى: وهي الصفقة. وقرأ أبو حيوة (في الحفرة) والحفرة بمعنى: المحفورة. يقال: حفرت أسنانه فحفرت حفراً، وهي حفرة؛ وهذه القراءة دليل على أن الحافرة في أصل الكلمة بمعنى المحفورة. يقال: (نخر) العظم فهو نخر وناخر، كقولك طمع فهو طمع وطامع؛ وفعل أبلغ من فاعل؛ وقد قرئ بهما: وهو البالي الأجوف الذي تمر فيه الريح فيسمع له نخير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (أحافرة على صلع) البيت، أي: ارجع إلى ما كنت عليه في شبابي من الغزل والصبا بعد أن شبت وصلعت؟ ثم قال: معاذ الله، هذا سفه طائر وعار شديد.
قوله: (النقد عند الحافرة)، روى الميداني عن ابن الأنباري: قال ثعلب: "معناه: النقد عند السبق، وذلك أن الفرس إذا سبق أخذ الرهن، والحافرة: الأرض التي حفرها الفرس بقوائمه، فاعلة بمعنى مفعولة، وقال الفراء: سمعت بعض العرب يقول: النقد عند الحافر معناه عند حافر الفرس، وأصل المثل في الخيل ثم استعمل في غيرها، وقال غيره: النقد عند الحافرة معناه: عند أول كلمة، يقال: رجع فلان في حافرته أي: في أول الأمر"، الراغب: النقد عن الحافرة: يقال لما يُباع نقداً، وأصله في الفرس فيقال: لا يزول حافره أو ينقد ثمنه".
قوله: (وقد قُرئ بهما)، أيو بكر وحمزة والكسائي: "ناخرة" بالألف، والباقون: بغير


الصفحة التالية
Icon