فلينظر رجلٌ ما يملى في صحيفته. وعن عمر رضي الله عنه أنه كان إذا قرأها قال: إليك يساق الأمر يا ابن آدم. وعن النبي ﷺ أنه قال: «يحشر الناس عراةً حفاةً»، فقالت أمّ سلمة: كيف بالنساء؟ فقال: شغل الناس يا أمّ سلمة. قالت: وما شغلهم؟ قال: "نشر الصحف فيها مثاقيل الذرّ ومثاقيل الخردل". ويجوز أن يراد: نشرت بين أصحابها، أي فرقت بينهم. وعن مرثد بن وداعة: إذا كان يوم القيامة تطايرت الصحف من تحت العرش، فتقع صحيفة المؤمن في يده في جنةٍ عالية، وتقع صحيفة الكافر في يده في سمومٍ وحميم، أي مكتوبٌ فيها ذلك، وهي صحفٌ غير صحف الأعمال. (كُشِطَتْ) كشفت وأزيلت، كما يكشط الإهاب عن الذبيحة، والغطاء عن الشيء. وقرأ ابن مسعودٍ (قشطت) واعتقاب الكاف والقاف كثير. يقال: لبكت الثريد ولبقته، والكافور والقافور. (سُعِّرَتْ) أو قدت إيقاداً شديداً، وقرئ: (سعرت) بالتشديد للمبالغة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (يُحشر الناس عُراة)، الحديث من رواية الترمذي، عن ابن عباس، أن النبي؟ قال: "تحشرون حفاة عراة غُرلاً". فقالت امرأة: أيبصر أو يرى بعضنا عورة بعض؟ قال: "يا فلانة، لكل امرئٍ منهم يومئذٍ شأن يغنيه". وعن البخاري ومسلم، عن عائشة رضي الله عنها، قلت: الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: "الأمر أشد من أن يُهمهم ذلك".
قوله: (لبكت الثريد ولبقته)، الأساس: "لبق طعامه ولبقه، يلبقه، مثل: لبكه: إذا خلطه ولينه، ومنه: رجل لبق ولبيق: [لين] الأخلاق لطيف ظريف".
قوله: (وقُرئ ﴿سُعِّرَتْ﴾ بالتشديد)، نافع وحفص وابن ذكوان، والباقون: بالتخفيف.


الصفحة التالية
Icon