أي إذا السماء انشقت لاقى الإنسان كدحه. ومعناه: إذا انشقت بالغمام، كقوله تعالى: (ويَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ) [الفرقان: ٢٥]، وعن على رضي الله عنه: تنشق من المجرة. أذن له: استمع له. ومنه قوله عليه السلام: «ما أذن الله لشيء كاذنه لنبي يتغنى بالقرآن»، وقول حجاف بن حكيم:
أذنت لكم لما سمعت هريركم
والمعنى: أنها فعلت في انقيادها لله حين أراد انشقاقها فعل المطواع،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (ومعناه: إذا انشقت بالغمام)، عن بعضهم: نظيره: انشق الأرض بالنبات، والباء للدلالة، ويكون في ذلك الغمام ملائكة العذاب، وكان ذلك أشد وأفظع، حيث جاء العذاب من موضع الخير، وقلت: والأظهر أن يُراد أن الملائكة ينزلون وبأيديهم صحائف الأعمال، لقوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِي﴾.
قوله: (تنشق من المجرة)، الجوهري: "المجرة: التي في السماء، سُميت بذلك لأنها كأثر المجر". قال ابن قُتيبة في كتاب "الأنواء": "المجرة: شُرُج السماء كشرج القُبة، وهي: ما يُرى في الشتاء أول الليل في ناحية السماء، وفي الصيف في أول الليل في وسط السماء، تنتقل في آخر الليل في غير موضعها، ويقال إن النجوم تقاربت في المجرة فطُمس بعضهم، فصارت كأنها سحائب".
قوله: (ما أذن الله لنبي)، الحديث. رواه الشيخان وأبو داود والدرامي والنسائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومعناه: ما استمع إلى شيء كاستماعه إلى صوت نبي قرأ الكتاب المنزل عليه، أي: لا يعتد لشيء كاعتداده إلى هذا.
قوله: (والمعنى: أنها فعلت في انقيادها)، يريد: أن إذن السماء للانشقاق تمثيل، على