(يَوْمَ تُبْلَى) منصوب بـ (رَجْعِهِ)، ومن جعل الضمير في (رَجْعِهِ) للماء وفسره برجعه إلى مخرجه من الصلب والترائب أو الإحليل، أو إلى الحالة الأولى نصب الظرف بمضمر (تُبْلَى السَّرَائِرُ) ما أسر في القلوب من العقائد والنيات وغيرها، وما أخفي من الأعمال. وبلاؤها: تعرفها وتصفحها، والتمييز بين ما طاب منها وما خبث،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (﴿يَوْمَ تُبْلَى﴾ منصوب بـ ﴿رَجْعِهِي﴾)، قال صاحب "الكشف": "لا يجوز أن ينتصب به، للفصل بين الصلة والموصول بقوله ﴿لَقَادِرٌ﴾، ولا ينتصب أيضاً بقوله: ﴿قَادِرٌ﴾ " لأنه تعالى قادر في كل الأوقات؛ فإذن ينتصب بمُضمر دل عليه قوله ﴿رَجْعِهِي﴾، أي: بعثه يوم تبلى السرائر. وإن شت بمضمر دل عليه قوله: ﴿فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ﴾. ومنع أبو البقاء أن يكون منصوباً بـ ﴿رَجْعِهِي﴾ للعلة المذكورة، وأجاز أن يكون منصوباً بـ ﴿قَادِرٌ﴾. ويمكن أن يقال: إن الفصل غير مانع لأنه في تقدير التأخير، قُدم مُراعاة للفواصل، على أن الظرف اتسعوا فيه ما لم يتسعوا في غيره.
قوله: (ومن جعل الضمير في ﴿رَجْعِهِي﴾ للماء، وفسَّره برجعه إلى مخرجه) إلى قوله (نصب الظرف بمضمر)، وفي "معالم التنزيل"، قال مجاهد: على رجعه: رد النطفة في الإحليل. وقال عكرمة: على رد الماء إلى الصُّلب الذي خرج منه، وقال الضحاك: إنه على رد الإنسان ماءً كما كان من قبل لقادر، وقال قتادة: إن الله على بعث الإنسان وإعادته بعد الموت قادر، وهذا أولالأقاويل لقوله: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾، وذلك يوم القيامة، لأنه مردود إلى قوله: ﴿إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾، أي: يوم تبلى ما كتب عليه الملك من أعمال الخير والشر، وكانت خفية عليه وعلى الناس، فحينئذ لا يقدر على دفع ذلك بنفسه، ولا له ناصر يدفع عنه غير الله.
قوله: (نصب الظرف بمضمر)، أي: بـ "اذكر" قبله، أو بقوله: "كان كيت وكيت" بعده.