ويجوز أن يكون (الأَعْلَى) صفة للرب، والاسم؛ وقرأ علي رضي الله عنه: سبحان ربي الأعلى. وفي الحديث لما نزلت: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في سجودكم»، فلما نزل سبح اسم ربك الأعلى قال: «اجعلوها في سجودكم»، وكانوا يقولون في الركوع: اللهم لك ركعت، وفي السجود: اللهم لك سجدت. (خَلَقَ فَسَوَّى) أي خلق كل شيء فسوى خلقه تسوية، ولم يأت به متفاوتاً غير ملتئم، ولكن على إحكام واتساق، ودلالة على أنه صادر عن عالم، وأنه صنعة حكيم (قَدَّرَ فَهَدَى) قدر لكل حيوان ما يصلحه، فهداه إليه وعرفه وجه الانتفاع به؛ يحكى أن الأفعى إذا أتت عليها ألف سنة عميت،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واعلم أن المصنف قال في تفسير قوله تعالى: ﴿وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِي﴾ [الأعراف: ١٨٠]: "ولله الأوصاف الحسنى، وهي الوصف بالعدل والإحسان وانتفاء الشبه بالخلق. وذروا الذين يلحدون في أوصافه، فيصفونه بمشية القبائح، وخلق الفحشاء والمنكر، وبما يدخل في التشبيه كالرؤية ونحوها". وأخفى هذه المعاني في قوله: "هي إلحاد في أسمائه كالجبر والتشبيه ونحو ذلك" هاهنا.
ونحن معاشر أهل السنة، ننزه أسمائه بأن نمجده بأسمائه الحسنى الواردة في النقل الصحيح، وننزه صفاته بأن لا نخوض فيها من تلقاء أنفسنا، بل نصفه بما جاء في الكتاب والسنة، بعد أن نعتقد أنه تعالى ليس كمثله شيء.
قوله: (عن الابتذال)، الجوهري: "ابتذال الثوب وغيره: امتهانه، والتبذل: ترك التصاون".
قوله: (وفي الحديث: لما نزلت: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٧٤])، الحديث رواه أبو داود وابن ماجه والدرامي، عن عقبة بن عامر، وليس فيه: "وكانوا يقولون" إلى آخره.


الصفحة التالية
Icon