ولا يثبت عمل صالح إلا به. والمرحمة: الرحمة، أي: أوصى بعضهم بعضًا بالصبر على الإيمان والثبات عليه. أو بالصبر عن المعاصي وعلى الطاعات والمحن التي يبتلى بها المؤمن، وبأن يكونوا متراحمين متعاطفين، أو بما يؤدى إلى رحمة الله. الميمنة والمشأمة: اليمين والشمال، أو اليمن والشؤم، أي: الميامين على أنفسهم والمشائيم عليهنّ. قرئ: (موصدة) بالواو والهمزة، من: وصدت الباب وآصدته: إذا أطبقته وأغلقته. وعن أبى بكر بن عياش: لنا إمام يهمز
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لترتيب خبر على خبر، كقوله: ﴿خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: ٥٩]، قال الإمام في وجه: إن من أتى بهذه القرية تقرباً إلى الله تعالى، قبل إيمانه بمحمد صلوات الله عليه، ثم آمن به يُثاب عليه".
وقلت: على هذا، "كان" بمعنى "صار"، ويؤيده ما روينا عن البخاري عن حكيم بن حزام، أنه قال: "يا رسول الله، أرأيت أموراً كنت أتحنث بها في الجاهلية، من صلة وعتاقة وصدقة، هل لي فيها أجر؟ قال حكيم: قال رسول؟ : أسلمت على ما سلف من خير".
قوله: (أي: أوصى بعضهم بعضاً بالصبر على الإيمان والثبات عليه)، قال الإمام: "هذا يدل على أنه يجب على المؤمن، أن يدل الناس على طريق الحق، ويمنعهم من سلوك طريق الباطل؛ وأن الأصل في التصوف أمران: صدق مع الحق، وخُلق مع الخلق".
وقلت: وفيه تحريض على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.