وليكون جاريًا مجرى التعريض بالوارد فيه، فإنّ ذلك أزجر له وأنكي فيه. (الَّذِي) بدل من كل، أو نصب على الذم. وقرئ: (جمع) بالتشديد، وهو مطابق لـ (عدده).
وقيل: (عَدَّدَهُ) جعله عدة لحوادث الدهر. وقرئ: (وعدده) أي: جمع المال وضبط عدده وأحصاه، أو جمع ماله وقومه الذين ينصرونه، من قولك: فلان ذو عدد وعدد: إذا كان له عدد وافر من الأنصار وما يصلحهم. وقيل: (وَعَدَّدَهُ) معناه: وعدّه على فك الإدغام، نحو: ضننوا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وليكون جارياً مجرى التعريض بالوارد فيه)، يعني: إذا كان الوارد منه الأخنس أو أمية أو الوليد، ويجاء باللفظ على العموم تعريضاً، كان أزجر له وأنكى فيه، إذ لم يصرح باسمه حتى يلبس لمن كافحه به جلد النمر، بل يبعثه على الفكر في أحوال نفسه، وأنه هل دخل في هذا العام أول الناس بما اغتاب به خير البرية ونقص من حقه؟ الأساس: "نكيت في العدو نكاية: إذا أكثرت الجراح فيهم، يقال: فلان قليل النكاية طويل الشكاية".
قوله: (أو نصب على الذم)، قيل: يجوز أن يكون صفة لـ "كُل" لأنه معرفة، كما ذكر في قوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾: أن ﴿مَّعَهَا سَائِقٌ﴾ محلها النصب على الحال من ﴿كُلُّ﴾، لتعرفه بالإضافة إلى ما هو في حُكم المعرفة.
قوله: (ضننوا)، أي في قول الشاعر:
مهلاً أعاذل هل جربت من خلقي أني أجود لأقوام وإن ضننوا


الصفحة التالية
Icon