وقيل: كان أبرهة جدّ النجاشي الذي كان في زمن رسول الله ﷺ بأربعين سنة، وقيل: بثلاث وعشرين سنة. وعن عائشة رضي الله عنها: رأيت قائد الفيل وسائسه أعميين مقعدين يستطعمان. وفيه أن أبرهة أخذ لعبد المطلب مائتي بعير، فخرج إليه فيها، فجهره وكان رجلًا جسيمًا وسيمًا. وقيل: هذا سيد قريش وصاحب عير مكة الذي يطعم الناس في السهل والوحوش في رؤوس الجبال، فلما ذكر حاجته قال: سقطت من عيني، جئت لأهدم البيت الذي هو دينك ودين آبائك وعصمتكم وشرفكم في قديم الدهر،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (الذي كان في زمن النبي؟ )، صفة مميزة للنجاشي، قال صاحب "الجامع": "النجاشي: لقب ملك الحبشة، فالذي أسلم وآمن بالنبي؟، هو أصحمة، أسلم قبل الفتح، ومات قبله، وصلى عليه النبي؟ ".
قوله: (بأربعين سنة)، أي: قبل مبعثه، و"بأربعين" خبر بعد خبر من "كان" الأول، أي كان موجوداً وملكاً قبل مبعثه؟ بأربعين سنة، وهذه الرواية أقرب من "ثلاث وعشرين سنة"، لأنه صلوات الله عليه بإجماع أهل النقل وُلد عام الفيل، وبُعث بعد أربعين سنة، وأسلم النجاشي بعد البعثة في السنة الخامسة، روى ابن الجوزي" وُلد رسول الله؟، يوم الاثنين لعشر خلون من ربيع الأول عام الفيل". وقال ابن إسحاق: "لاثنتي عشرة ليلة مضت منه"، وعن ابن قتيبة، قال: "أجمعوا على أن رسول الله؟، ولد عام الفيل".
قوله: (فيها)، أي: في شأن الإبل واستخلاصها منه.
قوله: (فجهره)، الأساس: "رأيته فجهرته واجتهرته، واستجهرته: رأيته عظيم المرآة. وجهرني فلان: راعني بجماله وهيئته".


الصفحة التالية
Icon