ولا أخرج بالمطر جميع الثمرات، ولا جعل الرزق كله في الثمرات. ويجوز أن تكون للبيان كقولك: أنفقت من الدراهم ألفا. فإن قلت: فيم انتصب (رِزْقاً)؟ قلت: إن كانت «من» للتبعيض. كان انتصابه بأنه مفعول له. وإن كانت مبنية، كان مفعولاً لـ"أخرج". فإن قلت: فالثمر المخرج بماء السماء كثير جمّ.........
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن قلت: يخالفه ما قال في ((الزمر)): ((كل ماء في الأرض فهو من السماء ينزل منها إلى الصخرة ثم يقسمه)).
قلت: على تقدير صحة هذه الرواية، ((الفاء)) في قوله "فأخرج به" مستدعية للإخراج بعد الإنزال بلا تراخ عادة، ومفهومه: أن بعضا من الثمرات مخرج على غير هذه الصورة، وهي ما يسقى بماء الآبار والعيون والأنهار فإنها متراخية عادة عن الإنزال، لأنه تعالى استودعها الجبال، ثم أجراها في الأرض وأخرج بها بعض الثمرات.
قوله: (إن كانت ((من)) للتبعيض كان انتصابه بأنه مفعول له) قيل: إذا كانت ((من)) للتبعيض يكون محلها منصوبا على المفعول به، ورزقا على المفعول له، ومحل ((لكم)) منصوب على أنه مفعول به لـ ((رزقا)) لأنه مصدر، وإن كانت للتبين كانت حالا ورزقا مفعول به، و ((لكم)) صفة لـ ((رزقا)).
وقيل: إذا قلت: أكلت من هذا الخبز، تكون ((من)) للتبعيض لا غير، وإذا قلت: أكلت من هذا الخبز الجيد بنصب الجيد، كان للبيان، وعلى أن تكون ((من)) مفعولا به كانت اسما كـ ((عن)) في قول الشاعر:



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
فلقد أراني للرماح دريةً من عن يميني مرة وأمامي