في غيظ المستهزأ به وتألمه واغتمامه، كما يقول الرجل لعدوّه: أبشر بقتل ذرّيتك ونهب مالك. ومنه قوله:
فَأعْتَبُوا بِالصَّيْلَمِ
والصالحة نحو الحسنة في جريها مجرى الاسم. قال الحطيتة:
كيْفَ الهِجَاءُ وما تَنْفَكُّ صَالِحَةٌ | مِنْ آلِ لَامٍ بظهْرِ الغَيْبِ تَاتِينِي. |
قوله: (فأعتبوا بالصيلم) أوله:
غضبت تميم ان تقتل عامرٌ | يوم النسار فأعتبوا الصيلم |
يوم النسار: وقعة كانت لبني أسدٍ وذُبيان على بني جشم بن معاوية، والنسار ماءٌ لبني عامر.
فأعتبوا، أي: أزيل العتب، كأشكى في إزالة الشكوى. والصيلم: الداهية والسيف أيضاً.
قوله: (كيف الهجاء) البيت، الحطيئة بالهمز: الرجل القصير، وسمي الحطيئة لدمامته وقصره. واللام أيضاً مهموزة. الباء في "بظهر الغيب" للحال، أي: ملتبساً بظهر الغيب، أي. غائبين، والظهر مقحم لتأكيد معنى الغيب كما ورد في الحديث: "أفضل الصداقة ما كان عن ظهر غنى".
"تأتيني": خبر "ما تنفك"، أي. ما يزال.