والهدي: ما أُهدي إلى البيت وتقرب به إلى اللَّه من النسائك، وهو جمع هديةٍ كما يقال: جديٌ في جمع جدية السرج. والقلائد: جمع قلادةٍ، وهي ما قلد به الهدي من نعلٍ أو عروةٍ مزادةٍ، أو لحاء شجرٍ أو غيره.
وآمّوا المسجد الحرام: قاصدوه، وهم الحجاج والعمار. وإحلال هذه الأشياء أن يتهاون بحرمة الشعائر، وأن يحال بينها وبين المتنسكين بها، وأن يحدثوا في أشهر الحج ما يصدّون به الناس عن الحج، وأن يتعرض للهدي بالغصب أو بالمنع من بلوغ محله.
وأما (القلائد) ففيها وجهان:
أحدهما: أن يراد بها ذوات القلائد من الهدي، وهي البدن، وتعطف على (الهدى) للاختصاص، وزيادة التوصية بها لأنها أشرف الهدي، كقوله: (وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) [البقرة: ٨٩] كأنه قيل: والقلائد منها خصوصاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما يريده يجعله حكمة حثاً للعباد على الرضا به، فالله تعالى يحكم ما يريد، وحكمه ماض، ومن رضي بحكمه استراح في نفسه وهدي لرشده، ومن سخط نفذ حكمه واكتسب بسخطه سخط الله وإهانته، كما ورد: "من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي ولم يشكر لنعمائي فليطلب رباً سواي".
قوله: (جدية السرج)، النهاية: الجدية: بسكون الدال: شيء يُحشى ثم يربط تحت دفتي السرج والرحلن ويجمع على جديات وجدي بالكسر.