ومعنى «عن يمينه»: أنه جلس متجافياً عن صاحب اليمين منحرفاً عنه غير ملاصقٍ له، ثم كثر حتى استعمل في المتجافي وغيره، كما ذكرنا في «تعال».
ونحوه من المفعول به قولهم: "رميت عن القوس"، و"على القوس"، و"من القول"؛ لأنّ السهم يبعد عنها، ويستعليها إذا وضع على كبدها للرمي، ويبتدئ الرمي منها. كذلك قالوا: "جلس بين يديه وخلفه" بمعنى: في؛ لأنهما ظرفان للفعل، و"من بين يديه ومن خلفه"، لأن الفعل يقع في بعض الجهتين، كما تقول: جئته من الليل، تريد بعض الليل.
وعن شقيق: "ما من صباح إلا قعد لي الشيطان على أربع مراصد: من بين يديّ، ومن خلفي، وعن يمينى، وعن شمالي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقيل: "لغة": تمييز، و"تؤخذ" خبر "كان"، واسمه ضمير "الحروف".
وزبدة الجواب: أن اختصاص كل من المفعول فيه والمفعول به بما اختص به من الحرف، إنما كان بوضع الواضع، فلا يسأل عن علة ذلك، وإنما يسأل عن حسن موقع كل واحدٍ عند الاستعمال. كأن الجواب من الأسلوب الحكيم.
قوله: (كما ذكرنا في "تعال") أي: "تعال" من الخاص الذي صار عاماً. وقد مر في قوله: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ) [الأنعام: ١٥١].
قوله: (على كبدها)، الجوهري: "كبد القوس: مقبضها. يقال: ضع السهم على كبد القوس، وهي: ما بين طرفي مقبضها ومجرى السهم منها".