إذا رأيا ما يؤثران ستره وأن لا يطلع عليه مكشوفاً. وفيه دليل على أن كشف العورة من عظائم الأمور، وأنه لم يزل مستهجناً في الطباع مستقبحاً في العقول.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال صاحب "المفتاح": "والأصل فيه اللام، فإذا لم يجتمع ما ذكر، التزم الأصل. ويعلم من المفهوم أنه إذا اجتمع لا يلتزم الحذف".
قوله: (ما يؤثران ستره)، "ما": موصولة، وهي عبارة عن العورة، أي: الذي يختار أن ستره، لأن كل أحد يجتهد في ستر عورته، و"أن لا يطلع" معطوف على "ستره" على سبيل التفسير.
قوله: (وفيه دليل على أن كشف العورة من عظائم الأمور): أي: في جعل الإبداء غرضاً للشيطان في الوسوسة، دليل على أنه المطلوب الأولي منه، وأنه مهتم بشأنه، لكونه مستتبعاً للإخراج من الجنة، وموجباً للفضيحة وشماتة العدو، ثم في إيقاع الصلة والموصولة، وهي (ما ورى عنهما)، موضع العورة، على نحو قوله تعالى: (ورَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا) [يوسف: ٢٣]، إشعار بزيادة التقبيح، وفي جعل (سوءاتهما) بياناً له إيذان بمزيد الشناعة والقبح، على منوال قوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إلَى نِسَائِكُمْ) [البقرة: ١٨٧]. وإنما كان مستقبحاً في الطباع والعقول، لأنه لم يكن في الجنة تكليف سوى المنع من قربان الشجرة، وإنما علم قبحة من جهة العقل.
قال في "الانتصاف": "فيه ميل إلى الاعتزال، وأن العقل يقبح ويحسن. وهذا اللفظ لو


الصفحة التالية
Icon