(لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) متعلق بقوله: (فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ)، أي: ليكن غرضكم في مقاتلتهم بعد ما وجد منهم ما وجد من العظائم: أن تكون المقاتلة سببًا في انتهائهم عما هم عليه. وهذا من غاية كرمه، وفضله، وعوده على المسيء بالرحمة كلما عاد.
فإن قلت: كيف لفظ (أئمة)؟ قلت: همزة بعدها همزة بين بين، أي: بين مخرج الهمزة والياء،........
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روينا عن مُسلم وأبي داود والترمذي عن وائل بن حجر قال: جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن هذا قد غلبني على أرض كانت لأبي، فقال الكندي: هي أرضي في يدي أزرعها، ليس له فيها حق، فقال النبي ﷺ للحضرمي: "ألك بينة؟ " قال: لا، قال: "فلك يمينه"، قال: يا رسول الله، إن الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه، وليس بتورع عن شيء، فقال: "ليس لك منه إلا ذلك". فانطلق ليحلف... الحديث.
وأما حديث القسامة، وقوله صلى الله عليه وسلم: "فتبرئم اليهود بخمسين، فقالوا: كيف نأخذ بأيمان قوم كفار": فمشهور، أخرجه الشيخان وغيرهما.
وقيل: ومن فائدة الخلاف أنه لو أسلم بعد انعقاد اليمين وحنث فيه: لا كفارة فيه ند أبي حنيفة، وعند الشافعي عليه الكفارة.
قوله: (همزة بعدها همزة بين بيْن): قال أبو البقاء: "لا يجوز أن تُجعل بينَ بين، كما جُعلت همزة "أإذا"، لأن الكسرة هاهنا منقولة، وهناك أصلية، ولو خففت الهمزة الثانية هاهنا على القياس لكانت ألفاً؛ لانفتاح ما قبلها، ولكن تُرك ذلك لتتحرك بحركة الميم في الأصل"، وفيه نظر.


الصفحة التالية
Icon