فإن قلت: ما هذه التاء؟ قلت: تاء تأنيث وقعت عوضاً من ياء الإضافة، والدليل على أنها تاء تأنيث قلبها هاء في الوقف.
فإن قلت: كيف جاز إلحاق تاء التأنيث بالمذكر؟ قلت: كما جاز نحو قولك: حمامة ذكر، وشاة ذكر، ورجل ربعة، وغلام يفعة.
فإن قلت: فلم ساغ تعويض تاء التأنيث من ياء الإضافة؟ قلت: لأنَّ التأنيث والإضافة يتناسبان في أنّ كل واحد منهما زيادة مضمومة إلى الاسم في آخره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (تاء التأنيث وقعت عوضاً من ياء الإضافة)، قال الزجاج: " (يَا أَبَتِ) بكسر التاء على الإضافة إلى نفسه، وحذف ياء الإضافة شائع في النداء، وأما إدخال تاء التأنيث فيختص بالأب والأم، والمذكر يوصف بما فيه تاء التأنيث، نحو: غلام يفعة، ورجل ربعة، والتاء إنما كسرت ولزمت في الأب عوضاً من ياء الإضافة، والوقف عليه: يا أبه، وزعم الفراء أنك إذا كسرت وقفت بالتاء لا غير، وإذا فتحت وقفت بالهاء والتاء، ولا فرق بين الكسر والفتح، وأما الرفع فضعيف، لأن الهاء بدل من ياء الإضافة".
قوله: (قلبها هاء)، أي: لو كانت أصلية لبقيت ياء خالصة في الوقف، ولم تقل: يا أبه، كما في الثبت، وهو الحجة، وقرأ: "يا أبه"- بالهاء في الوقف- ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب.
قوله: (ربعة)، الجوهري: "أي: مربوع الخلق، لا طويل ولا قصير، وامرأة ربعة، وجمعها ربعات"، "وأيفع الغلام: ارتفع، وغلام يافع ويفعة، وغلمان أيفاع ويفعة".


الصفحة التالية
Icon